امرأة من جبل الزيتون

همس لي جبينها :

" أنت لا تعرف ما يمكن أن تشعر به امرأة في وطن محتل00ما تغرسه اليوم تقتلعه رياح الغد تارة تبيت في بيتها 00وتارة في العراء00حين تدلل صغيرها مبتسمة 00تلمح موضع الرصاصةالتى ستقتحم جبينه 00وهو يضم إلى صدره كتب المد رسة00لا حقائق ثابتة تكنّ في ضلوعها
ما أمر ّما تؤمن به العصافير حين تسكن أعشاشا محترقة !!! وما أقسى أن تلقن روحك - طوال حياتك - ثقافة الفقد "
امرأة من جبل الزيتون
*******************

في ذلك الليل لم يوقظها صوت الناي
ضوء القمر لم ينسلّ إلى نومها
فراشة الحقل لم تزرها
ولا الوردة المندّاة بالضوء 0

من عينيها الغائمتين سطعت نار
ربما كانت نار ماضيها
نار السماء التى خبأتها في جسدها كزهرة
في ذلك اليوم
حلمت : أيامها القلية تحترق
كشجرة يلتهمها اللهب
لم تجلس على مقعد إلا لتتأمل
ولم تقف أمام نافذة إلا لتودع سحابة ذكراها
ولم تغمض عينيها إلا لتوقظ الأشجار الراقدة فيها
ولم تنصت يوما إلا لتصغي لزهرة نمت بروحها
أو يمامة تعبر ضلوعها
وهي واقفة كصفصافة على ضفة النهر
تتساقط أشواقها
ورقة ورقة
يجرفها الموج إلى واد لا تعرفه
كان لخطواتها أسراب الطيور
عيناها لم تبوحا يوما بأسرارها
وكلما نظرت إلى السماء
التمع في وجهها مطر موجع
تعرف أن الطحين المدخر في صوامع العمر
غدا ستدهمه أقدامهم دون إحساس
الحديقة التى أبصرتها صدفة
كانت بلا أسوار
وربما كانت هي شجرتها الوحيدة
بينما ظل قمر نهديها معلقا
كساعة معطلة
على جدار حزين
وبقيتُ هنا
أنا العصفور الأعمى
أنتظر أن تفتح شباكها يوما
لأرى
وأفر إلى أحضان شجرتها
من 00000
فساد العالم